أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة
موقع أمريكي: اليمن “فيتنام السعودية” والتحالف السعودي بحاجة لصياغة أهدافه والانسحاب من اليمن قبل انهيار الوضع الأمني في عدن
يمنات – خاص
ترجمة خاصة بـ”يمنات”
جيمس سبنسر*
قال موقع lobelog foreign policy الأمريكي، إن قوات التحالف التي تقودها السعودية، انهارت في اليمن.
و أوضحت أن هذه القوات سيطرت بسرعة في المنطقة الساحلية و المناطق الصحراوية. غير أنها لم تتمكن من الحسم عندما تقدمت باتجاه المناطق الجبلية الداخلية، التي تعد معقل الزيدية الشيعية، حيث تحتاج لزحف دموي.
فيتنام السعودية
و أوضح أنه بعد فشل محادثات السلام في ديسمبر 2015 و تأجيلها إلى أجل غير مسمى، تشير عدة دلائل إلى أن قوات التحالف التي تقودها السعودية، تحتاج للبحث عن الانسحاب لحفظ ماء الوجه، من البلد الذي استنفد العثمانيين و عبد الناصر، و الذي بات يلوح الآن بأنه “فيتنام السعودية”.
أسباب وجيهة للانسحاب
و قال: السعودية لديها العديد من الأسباب الوجيهة للانسحاب. فالتحالف الذي تقوده ينفق ما يقدر بـ 200 مليون دولار، في اليوم، و السعوديين يدفعون الجزء الأكبر منه. ما يعني أن الحرب تحتاج في الشهر 6 مليار دولار، و هذا الإنفاق يساوي حوالي 1٪ من احتياطيات النقد الأجنبي للسعودية، وبالإضافة إلى ذلك، هناك حوافز مالية مختلفة.
و أشار إلى أن أسعار النفط انهارت على مدى الأشهر الـ 14 الماضية، ما أجبر الحكومة السعودية لوضع منظومة لترشيد الإنفاق، كخفض الدعم و اقتراح الضرائب.
اليمنيون يقاتلون في الجانبين
و أشار على الرغم من أن اليمنيين يقومون بالجزء الأكبر من القتال على كلا الجانبين، إلا أنه كان هناك كثير من القتلى السعوديين و البحرينيين، و سقوط العديد من الضحايا الإماراتيين في اليمن.
و أشار إلى أن الهجمات الصاروخية و الغارات عبر الحدود من اليمن، على المحافظات اليمنية السابقة في جنوب المملكة العربية السعودية، كبدت السعودية خسائر غير قليلة. سواء في حرس الحدود المدني أو غيرهم.
قلق سعودي وغربي
و نوه إلى أن العاصفة التي تقودها السعودية لم تحقق نتيجة سريعة، على الرغم من الإعلان أنها ستكون حاسمة.
و أشار إلى وجود قلق متزايد لدى المملكة العربية السعودية و الدول الغربية الموردة للأسلحة، و التي تتصارع مع أخطائها في تزويد السعودية بالسلاح، الذي يستخدم في ارتكاب انتهاكات لقوانين النزاع المسلح.
عدن كـ”عراق مابعد صدام”
و لفت إلى أن مدينة عدن، غير آمنة من الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية و الدولة الإسلامية، حيث تتزايد عمليات الاغتيالات، لقيادات في الأمن و الاستخبارات و شخصيات قضائية، و يتم تفجير عبوات ناسفة، و تتصاعد الهجمات ضد مختلف الشخصيات السياسية الهامة في عدن، و تتعرض المواقع التي تشهد اختلاط بين الجنسين للهجمات.
و قال: مثل هذه البيئة في عدن تذكرنا بـ”عراق ما بعد صدام”.
معتدل ومتشدد
الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، إياد مدني، سعودي الجنسية، طالب في الاجتماع الأخير للمنظمة، بعدم تصعيد التوترات بين المملكة العربية السعودية و إيران. هذه التقارير تشير إلى أن فصيل داخل المملكة العربية السعودية يحاول حفظ ماء الوجه باستخدام منظمة المؤتمر الإسلامي كحكم إسلامي محايد، و ذلك أيضا لوقف القتال في اليمن. في حين دعمت الهيئة الإسلامية العالمية الموقف السعودي المتشدد ضد إيران، و هي وجهة نظر أكثر تشددا.
استعداد خليجي لما بعد الحرب
و مع ذلك ، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع لبدء العملية السياسية في اليمن، و طرح فكرة مؤتمر دولي للمانحين لمناقشة إعادة إعمار اليمن.
و أوضح أنه يتضح من تصريح أمين التعاون الخليجي، أن دول مجلس التعاون الخليجي تستعد لمرحلة ما بعد الحرب.
و لفت الموقع، إلى هناك علامات للاستعداد العسكري. من خلال التصريحات الرنانة عن هجمات وشيكة.
و نوه إلى أن تقارير أخرى تكشف عن وجود شيء مختلف، على الرغم من أن الأخبار، أفادت بأن دفعة جديدة من قوات التحالف تدعمها عربات مدرعة وصلت إلى عدن من البحر، للمشاركة في حملة أمنية للقضاء على الجماعات المسلحة. حيث وصلت تلك القوة إلى ميناء البريقة، ما يعني أن القوات قد تم سحبها من الخطوط الأمامية.
و لفتت إلى أن تقارير تحدثت عن انسحاب للقوات الإماراتية، بعد معاناتهم من خسائر غير متوقعة، و حل محلها مرتزقة كولومبيين.
خلافات هادي وبحاح
و قال الموقع، أعضاء الحكومة المدعومة من السعودية، أدلوا بتصريحات تلمح لوجود تسوية، على الرغم من أن الرئيس عبد ربه منصور هادي كان صامتا في الغالب.
خالد بحاح، نائب الرئيس ورئيس الوزراء، أشاد بتدخل المملكة العربية السعودية في أوائل يناير كانون الثاني الماضي، ما يشير إلى أنه يعد نفسه كزعيم مدعوم من السعودية، التي غادرها نهاية يناير الماضي.
و أوضح الموقع، أن تقرير تحدث عن استقالة مدير المخابرات اليمني، بعد تهميشه من قبل رئيس الوزراء، ما يوحي بأن بحاح يحاول تعزيز أنصار فريقه ضد الموالين لـ”هادي”.
عدم الثقة بالحل العسكري
و قال الموقع: علاوة على ذلك، تقاوم قيادة الجانب الذي تدعمه السعودية الضغوط الدولية لتقديم تنازلات في محادثات جنيف المقبلة، إلا أن وزير الخارجية الجديد في اليمن، عبد الملك المخلافي، أكد في اجتماع جامعة الدول العربية أن اليمن يتجه نحو الحل السياسي و المفاوضات من أجل التوصل إلى دولة فيدرالية تستمر في أي وقت وفي أي مكان. و الدولة الاتحادية هي القضية الرئيسية التي أشعلت انقلاب الحوثيين قبل عام.
و اعتبر الموقع أن ذلك مؤشر على أن الائتلاف الذي تدعمه السعودية لم يعد واثقا من النصر العسكري و يستعد للانسحاب.
و حسب الموقع، فالرئيس السابق علي عبد الله صالح قال نعتقد أن السعوديين يبحثون عن ذريعة لترك اليمن، و يحاولون الحصول على انتصار معين، قبل أن يلجئوا للتفاوض.
التحالف السعودي بحاجة لإعادة صياغة اهدافه قبل الانسحاب
و قال الموقع: كما هو الحال مع فيلق القوات المتعددة الجنسيات في العراق، يحتاج التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة صياغة أهدافه الأصلية، ليعلن عن تحقيقها قبل الانسحاب بسرعة، و قبل أن ينهار الأمن في عدن.
و اعتبر الموقع أنه من المحتمل ان يكون التحالف السعودي بارساله تعزيزات عسكرية إلى عدن يهدف من خلالها للترتيب لذلك. و ذلك بدعم النظام السياسي اليمني، حيث أن استعادة صنعاء بالقوة لم تعد مجدية، و إن كان أحد السيناريوهات المخطط لها.
بحاح مرشح للرئاسة وصالح يستغل الفوضى
و أشار الموقع إلى أن بحاح بات يقدم نفسه بشكل واضح كمرشح للرئاسة. مشيرا إلى أن “صالح” لديه تاريخ طويل في الاستفادة من الفوضى، لتنصيب نفسه كبديل لها. على الرغم من أن عودته إلى الرئاسة لن تكون مقبولة من الجميع تقريبا داخل البلاد وخارجها، و ربما يسعى هنا لتثبيت ابنه الأكبر “أحمد” في الرئاسة، وهو أمر على الأقل قد أطلع عليه الإماراتيين.
و قال الموقع: من شأن أي تسوية حقيقية تمثل جميع المصالح المشروعة، لابد أن تحظى بتوافق اليمنيين، كما فعلوا بعد تدخل وزراء الخارجية العرب في العام 1960، و العمل معا لاعادة بناء وطنهم والدفاع عنه ضد الإرهابيين.
تسوية توافقية أو صراع متعدد الفصائل
و أكد أنه بدون هذه التسوية من المرجح أن تدخل البلاد في حرب أهلية، تتوسع إلى المزيد من مناطق البلاد.
و أشار أنه إذا ثبت أن هذا هو الحال، من المرجح أن تنحدر البلاد إلى صراع متعدد الفصائل.
و نوه إلى وجود توترات في كل الكتل، سيخرج الى العلن، في ظل تغذية الفصائل المتصارعة بالأسلحة المتطورة المستوردة من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية.
منع انهيار البلاد
و أكد الموقع أنه و لمنع مثل هذه النتيجة، يجب أن يكون المجتمع الدولي مستعدا للتدخل لضمان السلام وإعادة تأهيل البلاد في أقرب وقت ممكن.
*جيمس سبنسر هو قائد المشاة البريطاني المتقاعد المتخصص في النزاعات المنخفضة الحدة. وهو محلل استراتيجي بالقضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأوضاع السياسية والأمنية في اليمن.
ترجمة عن lobelog foreign policy